تألق في “الحشاشين” و”بيت الروبي” أعاده للسينما.. كريم عبدالعزيز فنان من طراز خاص

كتبت : الاء زهران

كريم عبد العزيز، فنان من طراز خاص، يتمتع بالموهبة والحضور الدائم، وظهرت قدرته على الإمتاع والإقناع منذ بزوغه الأول في عالم الفن.

ينتمي إلى أسرة عشقت الفن؛ حيث كان والده المخرج محمد عبد العزيز، وعمه عمر عبد العزيز لهما بصمات واضحة في المجال السينمائي، وعلى الرغم من نشأته في هذه البيئة المفعمة بالإبداع، إلا أنه ارتأى طريقًا ينهل من موهبته، وعرقه دون الاستناد إلى الوراثة الفنية فحسب.

سار كريم في مسيرة فنية عبرّ فيها عن عاطفة الرومانسية، وخفة الكوميديا، وجدية الدراما، وأتحفنا بأداءٍ متقنٍ ينبض بالحيوية والصدق.

لم يكن الأداء العميق وحده هو ما يميز كريم؛ بل إن اختياراته لأدواره التي تناولت قضايا وقصصًا مجتمعية بليغة، جعلت منه صدى لأصوات مختلفة بين الجماهير.

ومن بين أدواره القوية التي لاقت صدى واسع، نذكر دوره في “ولاد العم” والشخص الباهر في “واحد من الناس”، ومغامرته في “الهروب”، والغوص في أعماق النفس البشرية في “الفيل الأزرق”، غير ذلك من أفلام تركت علامة لدى الجماهير.

 كانت الجوائز شاهدة على موهبته وبراعته في التمثيل، فهو الفائز بأفضل ممثل في مهرجان دبي عن فيلم “الفيل الأزرق”.

وتستمر الرحلة الفنية للنجم كريم عبد العزيز؛ فهو النجم الذي يضرب المثل في الشغف الدائم والإبداع المتجدد، متربعًا على عرش السينما بموهبة نادرة وحضور لا يُنسى، ونموذج رائع للفنان الحقيقي المتوج بإرادة قوية وإبداع لا يفتقر؛ والذي سيبقى دومًا مصدر إلهام للسينما، وفنها في مصر والعالم العربي.

تجسيد  عدد من الفنانين لأدوار الشر أعطى انطباعًا للمشاهد أن تلك الشخصية؛ هي الشخصية الحقيقية، ويتولد احساس الكره تجاه الممثل القائم بالعمل لكن كريم يعد حالة خاصة وفريدة من نوعها، نرى بوضوح تجسيده لشخصية “حسن الصباح” في “الحشاشين”، والمعروف بأنه واحد من الشخصيات الطاغية، والمثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي؛ فقد تمكن من نقل طباع تلك الشخصية بكل هدوء، وتجبر، وظهر إبداعه في مشهد قتل “ابنه” وقتئذ ، فقد تألق في تجسيد الصراع بين أفكاره، ومبادئه التي أسسها، وقوته وبين مشاعره، وضعفه، وحبه لابنه، وعلمه أنه سيخالفه وعلى الرغم من محاولة الجميع تبرأته إلا أنه أصر على قتله، وأدهش الجمهور في مشهد النهاية فقد جمع بين  الحزن، والضعف، والعجز، والانكسار في آن واحد.

تدور أحداث المسلسل حول سيرة حسن الصباح الرجل الذي قام بتأسيس طائفة دموية من “الشيعة” عرفت باسم “الحشاشين ” وقد لقب بـ”شيخ الجبل”

تعد شخصية “حسن الصباح” تحفة فنية، وحدث مهم في تاريخ كريم عبدالعزيز المهني فقد جسدها ببراعة، وإتقان فعلى الرغم من قسوته، وظلامه الداخلي إلا أنه كان متمكنًا من ملامحه، وتعبيراته الهادئة.

أثار العمل إعجاب الجمهور داخل مصر، وخارجها لكن واجه انتقادات في عدد من الدول العربية حول استخدام اللغة العامية بدلًا من الفصحى، وكان هناك تخوف في البداية لكن استطاع كريم بموهبته الجبارة أن يأخذ المسلسل منحنى مختلف، وحقق نجاحًا باهرًا، وكان حديث الشارع المصري.

وبالرغم من وجود اختلافات حول هذا العمل؛ إلا أن الجميع اتفق على أن كريم عبدالعزيز تفوق على نفسه، وأدى الشخصية بكل براعة.

وذكر الناقد الفني طارق الشناوي أن استخدام العامية كان تحديًا كبيرًا مما جعل مسلسل “الحشاشين” أصعب من “الخواجة عبدالقادر “حيث أشاد بالفنان كريم عبدالعزيز، وبتجسيده تلك الشخصية الصعبة خاصة أنها مليئة بالصراعات الداخلية والخارجية فكان العدو الأول والاخير “للصباح”؛ هو نفسه ، وأشاد كذلك بالإنتاج الضخم للمسلسل واعتبره حالة إبداعية مميزة.

أثبت كريم عبد العزيز أنه بطل استثنائي يتربع على عرش السينما المصرية على الرغم من وجود منصات، والعديد من بدائل السينما؛ لكنه يظل يملك قوة جاذبة للجماهير إلي قاعات السينما للاستمتاع بأعماله التي تقدم لهم تجربة سينمائية فريدة.

حقق فيلمه الأخير “بيت الروبي” نجاحًا هائلًا في صالات العرض، ومن قبله مشاركته بمسلسل الاختيار ” رجال الظل ” على شاشات التلفاز، وأدهشنا بعد ذلك بمسلسل “الحشاشين” في دراما رمضان 2024،، والذي ظهر خلاله بدور فريد من نوعه لم يجسده  من قبل، وهذا ما يميز الفنان كريم عبد العزيز عن غيره من الفنانين فهو ليس مجرد فنان موهوب إنما هو مثال يحتذى به في النجاح، والإصرار على العمل الجاد كما أشاد النقاد بنفس الرأي بالإضافة إلى إتقانه المبهر للشخصيات التي يؤديها؛ حيث يعتبر من أهم ممثلي السينما في الوقت الحالي، وله مُستقبل واعد في السينما، ولديه العديد من المشاريع الجديدة قيد التحضير.