من الأحلام إلى الواقع.. تحديات وإنجازات دينا الرفاعي في إحياء الكرة النسائية في مصر
نشأت دينا الرفاعي وهي تحمل حلم إعادة الكرة النسائية في مصر إلى الواجهة، وكان هذا الحلم ينمو معها كما ينمو الطفل في رحم أمه، مع مرور الوقت، تفاقمت تحديات تحقيق هذا الحلم، وأدركت دينا تمامًا صعوبة المهمة؛ لكنها لم تعتبر هذه التحديات عائقًا لها في استعادة الاهتمام بالكرة النسائية في مصر من سُباتها الطويل.
بفضل جهودها المُستمرة، نجحت دينا الرفاعي في إعادة توجيه الضوء نحو هذه الرياضة وإكسابها زخمًا ملحوظًا، على الرغم من مواجهتها لعدة عقبات في طريقها، حيث في بعض الأحيان، كانت تتراجع إلى الخلف، وتتوارى عن الأضواء بينما كانت تُنافس في عالم كرة القدم الذي يهيمن عليه الرجال.
أيقنت دينا الرفاعي بأن الكرة النسائية في مصر لم تحقق تاريخاً مميزاً على المستوى العالمي والقاري والعربي، إلا أنها قررت الانخراط في معركتها بصمت، سافرت وتعلمت وتطورت وتدربت دينا الرفاعي بجدية، بهدف صُنع تاريخ يحمل اسمها بفخر، سعت دينا الرفاعي خلال رحلتها، لبناء منتخبات نسائية قوية، قادرة على المنافسة على المستوى الدولي، وقد جنت تلك الجهود ثمارها، حيث كان المنتخب النسائي الأول يقترب من التأهل لبطولة أمم أفريقيا، ويظهر منتخب الشابات على وشك المشاركة في كأس العالم للسيدات FIFA.
في هذا الحوار، سنتعرف أكثر على رحلة دينا الرفاعي، ونتعرف على تحدياتها وإنجازاتها، ونُلقي نظرة على طموحاتها المستقبلية في مجال رياضة كرة القدم النسائية في مصر.
بدايةً .. هل الكرة النسائية في مصر أصبحت على مستوى عالٍ ومشبع لـ دينا الرفاعي؟
بالنسبةٍ لي وخلال وجودي في اتحاد الكرة هي مرحلة إعادة بناء حرصت فيها على أن تكون الخطوات سريعة وتليق باسم وعظمة مصر، ولكن ليس هذا نهاية المطاف فلدينا الكثير والكثير من المحطات والتجارب لنصل إلى مستوى المنافسة الذي أطمح إليه لكرة القدم النسائية المصرية سواء على صعيد المنتخبات أو المسابقات.
مؤخرًا شهِدت الكرة النسائية في مصر تطورًا كبيرًا، ما الذي ساهم في نهوض الكرة النسائية في مصر خلال الفترة الأخيرة؟
بعد تولي المسئولية خلال الدورة الأولى والتي لم تستمر أكثر من ٧ أشهر كانت الكرة النسائية تعاني من الجمود ولكن رغم قِصر المُدة وضعت يدي على نقاط الضعف ونقاط القوة، وبعد انتخابي هذه المرة وتولي الإشراف على الكرة النسائية المصرية وضعت خطة متكاملة بالاستعانة بخبراء لنبدأ العمل بشكل علمي وتأسيس جيل بإمكانيات قوية للمنتخبات مع تطوير المسابقات، إن التخطيط والاجتهاد سر تطور الكرة النسائية، فهناك خطة للمنتخبات، وخطة للمسابقات، وخطة لتطوير الكوادر التدريبية النسائية، وغيرها من الملفات التي أمنحها اهتمامي داخل الاتحاد.
ما هي التحديات التي واجهت دينا الرفاعي في مهمتها نحو النهوض بالكرة النسائية في مصر؟ وهل ترينَ ذلك عبئًا؟
الأعباء تهون في ظل خدمتنا لوطننا ولأن الكرة النسائية هي شغفي فأنا استمتع بالعمل في هذا الملف.. أبرز التحديات كانت استلامي للكرة النسائية متوقفة بدون مسابقات ولا منتخبات ولكن بالعمل والاجتهاد وصلنا للمنافسة على بطاقتي الصعود لكأس العالم تحت ٢٠ وأمم افريقيا في وقت قياسي.
كونكِ مشرف على الكرة النسائية وعضو مجلس ادارة اتحاد الكرة، ماذا ينقص المنتخبات الوطنية حتى نحجز مقعدًا في كأس العالم؟
ينقصنا الاستمرارية والاستقرار الفني والدعم الاعلامي والمادي بشكل أفضل، لا يوجد منتخب يُنافس بعد سنة أو سنتين من تكوينهُ، الأمر يحتاج لاستمرارية ودعم متواصل.
ما هي الصعوبات التي تواجه اللاعبات؟
عدم الاهتمام بكرة القدم النسائية بالقدر الذي تحصل عليه كرة القدم للرجال، وما إلى ذلك من فوارق مالية وإعلامية، وتنعكس على المستوى الفني بكل تأكيد.
هل تصنيف منتخب السيدات 88 عالميًا مُرضي لطموح دينا الرفاعي؟
مقارنةً بظروف غياب المنتخب عن التصنيف العالمي قبل قدومي لمجلس الإدارة هذا انجاز لأننا كنا بلا منتخب، وبالعمل المتواصل وفقًا للبرامج الفنية سنصل إلى مركز أفضل.
ما هي الخطوة الأهم التي قدمتيها لـ الكرة النسائية وتفخرين بها؟
هناك خطوات كثيرة منها عودة المنتخب الوطني للتصنيف العالمي، تطوير عمل الأجهزة الفنية بإضافة محلل أداء وجهاز طبي نسائي، تأهيل كوادر نسائية تدريبية لأول مرة بالحصول على رخصة A، بث عدد كبير من مباريات المنتخبات الوطنية على الهواء، أيضًا استحداث مسابقة كأس السوبر المصري، لكن الخطوة الأهم في نظري ظهور الأندية الشعبية لأول مرة منذُ ٢٥ سنة في دوري الكرة النسائية بمختلف درجاته.
اقرأ أيضًا: إخفاقات الفراعنة 2023.. ماذا يحدث في «الجبلاية»؟
هل تشعرين بأن كرة القدم النسائية في مصر لا تؤخذ على محمل الجد؟
هذا ليس صحيح، والدليل ما نقدمهُ كمنظومة كرة نسائية في عملنا سواء على صعيد المنتخبات أو المسابقات، لكن الإعلام لا يقدم لنا الدعم المنتظر.
ما هو سبب المفارقة الكبير بين الكرة النسائية والكرة الرجالية رُغم كونها رياضة كمثيلتها من الرياضات، في رأيك؟ وماذا ينقص الكرة النسائية لتلاقي نفس الاهتمام؟
هذه الفوارق ليست مشكلة محلية، وإنما عالمية، والاتحاد الدولي يحاول مناقشة الأسباب وتقليل الفجوة.
هل يمكن أن تواجه الفتيات سخرية وتعجب بسبب اختيارهن لرياضة كرة القدم؟
لا هذا ليس وارد في قاموسنا لأننا شعب يحترم المرأة.
نهايةً .. ما هي طموحات دينا الرفاعي لـ تطوير الكرة النسائية في مصر، وجعلها مؤهلة للوصول إلى العالمية؟
لدي أحلام كبيرة ولكن الاستمرارية هي الأهم، الأفكار موجودة وننفذها وننظم دوري كبير من ٣ درجات وانضمت إليه أندية شعبية، أتمنى فقط أن تزداد القاعدة وتشارك الفتيات في صناعة تاريخ للكرة النسائية المصرية.