إخفاقات الفراعنة 2023.. ماذا يحدث في «الجبلاية»؟
شهد اتحاد الكرة المصري موجة من الانتقادات اللاذعة بعد خروج منتخب مصر من كأس الأمم الإفريقية، تصاعدت الانتقادات بشكلٍ خاص ضد حازم إمام عضو مجلس الإدارة وجمال علام رئيس الاتحاد، اللذين غابا عن الإعلام لفترةٍ طويلة، هذا الغياب المُستمر عن وسائل الإعلام زاد من حِدة الانتقادات، حيثُ تصاعدت الانتقادات ضد إدارة اتحاد الكرة المصري، مما أدى إلى تصاعد الضغوط لتحقيق تغييرات جذرية في الإدارة والأداء، وكان من مُمثلي اتحاد الكرة الإعلامي إيهاب الكومي، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، الذي يسعى دائمًا لتحسين صورة الاتحاد إعلاميًا، وإطلاع الجمهور على التفاصيل المتعلقة بالمُنتخب.
جاء هذا الهجوم الحاد في ضوء ارتفاع سقف توقعات الجمهور من المنتخب، مما أثار غضبهم، وزاد من الضغط على الإدارة لاتخاذ إجراءات فعالة لتحسين الأداء والإدارة في المستقبل.
هذه الجماهير التي دائمًا كانت تقف خلف “منتخب مصر” هذا المنتخب الذي منذُ مشاركتهِ الأولى في بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1957 صار علامةً بارزة في تاريخ البطولة، حيثُ بدأ تألق منتخب مصر بفوزه الأول في بطولة كأس الأمم الأفريقية وتتويجه باللقب الأول في البطولة التي أُقيمت في السودان، ومنذ ذلك الحين، استمر المنتخب في بناء تاريخهُ الحافل بالإنجازات، حيث توجُ بلقب البطولة لسبع مرات حتى عام 2024، ليكون أكثر المنتخبات تتويجًا.
بينَ الأمل والإحباط.. ما وراء خروج منتخب مصر من كأس الأمم الإفريقية 2024
ودعَ مُنتخب مصر البطولة في دور الـ 16 من المسابقة، وذلك بعد ثلاث تعادلات في دور المجموعات، ومباراة دور الـ 16 أمام الكونغو بضربات الترجيح، ورغم ما شاهدناهُ من تطور للمنتخبات الإفريقية مِثل (كاب فيردي – موريتانيا – كوت ديفوار – غينيا الإستوائية – …) فـ أين نحن وسط هؤلاء، وما سبب تعثر مُنتخب مصر ووداعهِ للبطولة؟، في شأن ذلك قالَ إيهاب الكومي عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، أن تِلك مُجرد طفرة في نسخة واحدة من البطولة، وأن البطولة لم يكن لها أي ثوابت، مُستدلًا على خسارة كاب فيردي من الجزائر بخمس أهداف في مباراةٍ ودية قبل البطولة، وأن هذه الطفرة حتمًا ستتغير في النُسخ القادمة وستعود الريادة لأصحابها “مصر، الجزائر، المغرب، الكاميرون، غانا”، لأنه وبكل تأكيد جميع الأخطاء التي وقعوا بها سيتم تلافيها، هذا لا يمنع أن كرة القدم في القارة الإفريقية أصبحت تتقدم وبصورة كبيرة جدًا، مما يستوجب على المنتخبات الرائدة قي القارة أن تسعى إلى تطوير قدراتهم الفنية، لا أن تركن إلى تاريخها فحسب، إن الخريطة في إفريقيا تتغير، لم يعد في مجال الكرة منتخب كبير أو صغير بل أصبح الفيصل هو الاجتهاد والتطوير؛ بمعنى أن تعمل على نفسك لكي تكون في مكانتك الطبيعية.
فيما قال محمد أبو الوفا عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري، أنه لا يوجد مُنتخبات أفريقية ضعيفة أو قوية، وأن غالبية لاعبي هذه المنتخبات من الدوريات الأوروبية، ويضيف أن كل المنتخبات مؤهلة للفوز بكأس الأمم الأفريقية، وجميع الدول لها تاريخ.
أما بشأن تعثر المُنتخب المصري، قال إيهاب الكومي “لم يكن هناك أي سبب” نحن كُنا على أتم الاستعداد قبل البطولة، من خلال المعسكرات والمبارايات الودية التي خرجنا منها بأفضل أداء مع المدير الفني فيتوريا، لكن الشكل كانَ مُغاير تمامًا في البطولة، وأن المشكلة لم تكن في النتائج كونَ الوداع كانَ بسبب ركلات الترجيح، ولكن المستوى والأداء الفني هو الذي خيبَ التوقعات، الطريق كان ممهدًا لكي نصل لأبعد نقطة في البطولة، وأضافَ أن الجماهير المصرية ذواقة، لو شاهد الجماهير المنتخب أدى وكان هناك روح وأداء داخل الملعب لغفر الخسارة، لكن المستوى بجانب النتائج أدى إلى الخروج من البطولة، فيما أسند محمد أبو الوفا الخسارة إلى الاصابات التي ضربت صفوف المنتخب أهمها كان محمد صلاح.
فسخ عقد فيتوريا.. بين ضغوط الجماهير وقرارات الإدارة
إن حالة الهلع والتوتر والحزن التي أصابت الجماهير بعد خروج منتخب مصر من الدور الثاني في ظل أسهل طريق للوصول إلى الدور النهائي، كانت التوابع بعد وداع أمم إفريقيا هي رحيل فيتوريا ولكن كان الحديث حول أن عقدهُ مُستمر حتى 2026، وفي حال طالبَ اتحاد الكرة فسخ التعاقد فقيمة الشرط الجزائي 600 ألف يورو، قال محمد أبو الوفا في شأن ذلك أنه كان هناك اتجاهين في مجلس إدارة اتحاد الكرة، الأول إبقاء الوضع كما هو عليه؛ أن يستمر عقد فيتوريا حتى 2026، والاتجاة الثاني وهو الأغلب أن فيتوريا أخذ فرصته ولابد من رحيلهِ مهما كان الشرط الجزائي، فيما أجاب إيهاب الكومي كاشفًا كواليس فسخ العقد قائلًا: “أنه مهما كان انزعاج الشارع المصري المُحب لمنتخب بلادهُ، لن ينساق اتحاد الكرة وراء انزعاج الجمهور أو السوشيال ميديا، ولكن نحنُ نُمثل جزء من كيان الشعب، وكنا غير راضيين عن أداء المنتخب، وربما فيتوريا أدى ما عليه في مبارايات التصفيات، ولكن إدارته للبطولات المُجمعة كانت خاطئة، لتصبح الصورة أنه ليس المُدرب الذي يستحق أن يستكمل المشوار مع المنتخب، ورغم وجود شرط جزائي، تم الاكتفاء بالمدة التي تمت بينه وبين منتخب مصر، وتوجيه الشكر له والجهاز الفني بشكلٍ ودي وتم دفع قيمة الشرط الجزائي بالكامل، وذلكَ حتى لا ندخل في أي أزمات الفترة المُقبلة أو نُكرر أزمة مستحقات كارلوس كيروش مدرب منتخب مصر السابق”.
اقرأ ايضًا: من الأحلام إلى الواقع.. تحديات وإنجازات دينا الرفاعي في إحياء الكرة النسائية في مصر
حسام حسن سيقود الطريق نحو كأس العالم.. ماذا وراء بورصة المدربين؟
مع وجود مباراتين في شهر يونيو تصفيات كأس العالم أمام بوركينا فاسو وغينيا بيساو، تم الاستقرار على حسام حسن كمدير فني للمنتخب، فكان السؤال عن سبب اختيار مدير فني مصري للفترة الحالية وليس أجنبيًا رغم وجود تجارب مع كُلاً من إيهاب جلال وحسام البدري، وهل السوشيال ميديا كانت سببًا في الضغط على اتحاد الكرة لاختيار مدرب مصري؟، ليرد إيهاب الكومي قائلًا: “فشل تجربة حسام البدري وإيهاب جلال ليس شرطًا أن تكون مؤشرًا لـ أن المدرب المصري لا يصلح، بدليل أننا مع المدرب المصري حققنا أفضل النتائج، حصلنا على ثلاثة أمم أفريقيا مع حسن شحاتة، ووصلنا كأس العالم 1990 مع محمود الجوهري، فإذا أردنا المقارنة سنجد أن المدرب المصري من حيثُ تحقيق الانجازات مع المنتخب سيكون هو أعلى تحقيقًا للبطولات مع المنتخب من المدرب الأجنبي، إذًا فـ لدينا ثقة كبيرة في حسام حسن وقيادتهُ للمنتخب المصري”، وقال محمد أبو الوفا أن مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري لا يلتفت أبدًا إلى السوشيال ميديا أو الإعلام ولا يتم اتخاذ قرارات بِناءً على السوشيال ميديا، ونهتم فقط بمطالب الشارع المصري.
وعن السبب وراء تفاوت أجر المدرب الأجنبي عن المصري؟، أشار إيهاب الكومي في نحو ذلك قائلاً: “أنها بورصة المُدربين، وأن التعامل مع المدرب الأجنبي يتم على حسب عُملة بلدهُ، فسعر الصرف دائمًا مُتغير سواء كان دولارًا أو يورو، وهذا سبب ارتفاع قيمة العقد، بالاضافة إلى أن هذا هو ما يتقاضاه خارج مصر، وكقيمة مادية كابتن حسام حسن يستحق الكثير جدًا، وليس صحيح ما تم تداوله عن قيمة عقد حسام حسن أنها مليون جنية، ولا نُفصح نهائيًا عن قيمة التعاقد، إلا إذا صرح المدير الفني بنفسهِ عن ذلك”.
تفاصيل أزمة محمد صلاح وحسام حسن.. هل تُشعل السوشيال ميديا الفتيل؟
بدايةً .. حول تصريحات اتحاد الكرة، هل كانت مُتضاربة وهدفها تهدأة الرأي العام؟ حول اصابة صلاح منذُ 19 يناير 2024، حيثُ جاء بيان اتحاد الكرة يبرهن غياب صلاح بسبب الاصابة لن يستمر أكثر من أسبوع إلى عشر أيام، رغم ذلك شارك صلاح أول 90 دقيقة مع ليفربول في 14 مارس 2024، أي بعد الاصابة بما يقرب من شهرين! وبشأن ذلك أوضح إيهاب الكومي قائلًا: “أن التصريحات لم تكن متضاربة نهائيًا، محمد صلاح أُصيب في منتخب مصر، وتم عمل أشعة مبدأية، بِناءً عليه كان تصريحًا مبدأيًا حول غيابه مبارتين فقط، وبدأ صلاح مرحلة التأهيل من ثاني يوم مع الدكتور محمد أبو العلا فوجد أن حجم الإصابة لن يكتفي فقط بالتأهيل أو التدريب وأن الموضوع أصعب من ذلك، ليتم بعد ذلك اتصالات مع إدارة ليفربول لعمل أشعة مرة أخرى أثبتت أن الإصابة جاءت قريبة من وتر الركبة، مما يعني أن غياب صلاح سيكون أكثر مما تم إعلانه، ومن ثم تم الاتفاق بين إدارة ليفربول وإدارة البعثة المصرية برئاسة خالد الدرندي وحازم إمام في ذلك التوقيت، أن محمد صلاح سيعود إلى إنجلترا نظرًا لتطور الأجهزة الطبية هُناك بالمقارنة بكوت ديفوار، وتم الاتفاق مع إدارة ليفربول على ذلك وعلى أن يتم الإعلان بعد آخر مُباراة في دور المجموعات، وكان ذلك أيضًا طلب من محمد صلاح حتى يكون مع زملائه في المنتخب في المباراة الفاصلة في دور المجموعات التي ستضمن لنا التأهل إلى الدور التالي، أما عن تصريح يورجن كلوب في مؤتمره الصحفي هو لم يكن يعلم بشأن الاتفاق، وصرح بعودة محمد صلاح إلى ليفربول قبل أن يصرح الاتحاد المصري، وأعتذر بعد ذلك كون أنه لم يكن يعلم أن ذلك سيسبب مشكلة”، فيما أكدَ محمد أبو الوفا ذلك مُبرهنًا أن الامكانيات الطبية في كوت ديفوار هي من حتمت إجراء أكثر من أشعة للتأكد من إصابة محمد صلاح ولكن جاء بيان اتحاد الكرة بعد الفحوصات المبدأية لا أكثر.
اقرأ أيضًا: “مو” وأسطورة فخر العرب
وعن أزمة محمد صلاح وحسام حسن، وعدم انضمام صلاح إلى معسكر المنتخب استعدادًا للبطولة الودية في شهر مارس السابق بسبب اصابته، كان السؤال حولَ هل صلاح هو من أراد عدم الانضمام وفضل المُشاركة في المبارايات الرسمية فقط؟ أم كان السبب هو الإصابة؟ رغم مشاركته أمام سبارتا براغ التشيكي في الدوري الأوروبي 90 دقيقة ومانشستر يونايتد في كأس الاتحاد، وقد صرحَ إيهاب الكومي سابقًا في برنامج “الماتش” على صدى البلد، أن كُلاً من حسام وإبراهيم حسن حاولوا ولم يستطيعوا التواصل مع محمد صلاح، ومن قام بذلك هو وزير الشباب والرياضة، ليكُن السؤال هل هذا ينفي أم يُثبت الأزمة؟، ليُصرح إيهاب الكومي قائلًا: “محمد صلاح يُدرك تمامًا قيمة كُلاً من حسام وإبراهيم حسن في قيادة المنتخب، والتوأم يُدركان وجود قائد لمنتخب مصر كقيمة محمد صلاح العالمية، نعم أثناء بطولة أمم أفريقيا لم يكن حسام حسن في الجهاز الفني حينها، كان في أحد البرامج صرحَ بعض التصريحات التي كانت توجه نقد لمحمد صلاح، ولكن في المؤتمر الصحفي لحسام حسن أعلن عن أهمية وجود محمد صلاح كقائد للمنتخب، وأؤكد أنا من هنا على الاحترام الشديد المُتبادل بين الطرفين إلى أقصى درجة، يُمكن كان هناك رواسب للتصريحات التي قد قِيلت في فترة من الفترات لكن هذا لا يعني تمامًا ادعاء محمد صلاح للإصابة، أو أنه قرر اللعب مع ليفربول دونًا عن المنتخب المصري هذا ليس صحيح، الأزمة انتهت تمامًا ومن خلال اتصالات مباشرة سواء كان من اتحاد الكرة أو من وزير الشباب والرياضة، أما عن تصريحي في برنامج “الماتش” أنا لم أكن أعلم ما إذا تواصل حسام وإبراهيم حسن مع محمد صلاح أم لا، ولكن تواصُل وزير الشباب والرياضة يعتبر سهل جدًا مع أي لاعب مُحترف وخاصةً مع محمد صلاح بسبب العلاقات الودية التي تجمعهم”.
نهايةً .. هل بذلك هُناك من يشعل فتيل الأزمة؟، ليؤكد إيهاب الكومي قائلًا: “نعم وبكل تأكيد، وخاصةً السوشيال ميديا والتريند سبب كبير جدًا في إثارة المشاكل والأزمات من أجل المشاهدات، لذلك يتم فبركة وخلق أخبار غير صحيحة بالمرة ومن يفعل ذلك كثيرون، وليس فقط في أزمة حسام حسن ومحمد صلاح ولكن في جميع الموضوعات التي تخص الرياضة المصرية من باب “ولا تقربوا الصلاة” ويتركوا وأنتم سُكارى”.
توقف الدوري المصري اعتبارًا من 28 مايو نظرًا لمعسكر المنتخب المصري بقيادة التوأم حسام وإبراهيم حسن، استعدادًا لمواجهتي بوركينا فاسو وغينيا بيساو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في الفترة من 3 حتى 10 يونيو.
يستعد المنتخب المصري لمواجهتي بوركينا فاسو وغينيا بيساو في الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026.
ينافس منتخب مصر في المجموعة الأولى ضمن تصفيات قارة إفريقيا المؤهلة لكأس العالم 2026، إلى جانب منتخبي بوركينا فاسو وغينيا بيساو، بالإضافة إلى جيبوتي وسيراليون.
وقد نجح المنتخب المصري في الفوز في الجولتين الأولى والثانية من التصفيات، حيث فاز على منتخب جيبوتي في الجولة الأولى بستة أهداف دون مقابل، وفاز على سيراليون في الجولة الثانية بهدفين دون مقابل.