درون

تحدى الظروف و الوصول للعالمية “الونش البارالمبي” قاهر الاستسلام

ولد الونش البارالمبي أحمد سمير، بطل منتخب مصر لرفع الأثقال بمحافظة الشرقية مدينة أبو كبير؛ ليعقد بروتوكول تعاون مع التاريخ؛ لملأه بالإنجازات في أقصر فترة ممكنة؛ ليؤكد أن المعاناة تبدع في إنتاج ما لا تستطع القدرة على إنتاجه.  

عقول تحتاج إلى إعادة ترميم

كان الطفل البالغ من عمره خمس سنوات يجري مهرولا؛ لشراء بعض المشتريات مع أبناء أعمامه؛ اصطدمت به عربة نقل؛ ليشاء القدر ببتر قدميه، فتحولت أولوياته كطفل من اللعب، و البحث عن سعادته إلى طفل عاجز كل آماله أطراف صناعية تعاونه على الحركة و التعايش في عالمه المظلم، و بعد فترة طويلة له في المشفى دخل عامه الدراسي الأول؛ لتبدأ معاركه الحياتية الأولى من نظرة المجتمع العقيمة القائمة على الشفقة الممزوجة بالاستغراب “ربنا يشفيك”، فهل ينمو  تلقائياً  ما تم  اقتلاع جذره! و كأن الاختلاف اختلال في المجتمع، مروراً بعجزه عن ممارسة حياته الطبيعية كباقي من في عمره.  

تحديات بالجملة لبطل برتبة محارب

الحياة لم تصفو لأحد، فلكل منا عجزه و ضعفه الخاص، و الذي لديه ما يعوضه عنه، إلا أن البطل قرر من هنا، متحدياً كافة ظروفه في 2016 تغلب عن ذلك، و قرر الاعتماد على ذاته، و البحث عن سعادته الكامنة في ممارسة ما يمارسه الغير، فذهب إلى “جمعية الزهور” _ نادي صغير بأدوات رياضية بدائية  به جزء خاص بذوي الهمم؛ لتختاره رياضة رفع الأثقال، و برغم محدودية إمكانيات النادي، و وعي المدينة بذوي الهمم برغم أنها أصبحت سبيله الوحيد، و هدفه الشغوف؛ لإخراج قوته و تحقيق أولوياته إن لم تكن الوحيدة برغم صعوبتها و خطورتها، لكنه لم يسلم من النقد الهدام و تحكمات الأسرة في عدم ممارسة الرياضة، فهي ليست سوى ترفيه! لكنه بعد عدة أشهر من التدريب حقق وصافة الجمهورية مرتين، و التي رممت ما هدم بداخله الفترة السابقة، ثم أصيب البطل بالغضروف و التهاب وتر الكتف أثناء تدريبه، فاعتزل اللعب عامين؛ ليعود بعدها ليلعب باسم النادي المصري القاهري بالقاهرة، و الذي يعاني من قصور الدعم المادي، بالإضافة عن رغبتهم في الاستغناء عن الرياضيين من ذوي الهمم وكأنهم يريدون اندثار اللعبة، ليتخلص من روح اليأس و يعود بعهد جديد مع رفع الأثقال دون كلل أو ملل، فلم لا و قد كان مدربه محمد علي شكر البطل البارالمبي الذي عمل على تهيئة لاعب عالمي برتبة محترف يمثل منتخب مصر في كافة البطولات، فقد كان الصديق، المدرب، المنافس، و قارب النجاة الذي غير شخصية البطل؛ 180 درجة؛  ليجتهد و يترجم إلى ما هو عليه الآن.   

انتزاع ثوب العجز الوهمي

حدثت إصابة الغضروف مرة أخرى بحلول عام 2021 استمر ستة أشهر، و تم تدمير أطرافه الصناعية، التي هي صلب عظامه، بالإضافة إلى عدم امتلاكه كرسي متحرك؛ لغلاء أسعاره، فكانت تلك هي الفترة الأصعب في تاريخه الرياضي، إلا أنه تمكن من تحقيق ميداليات منها بطولتين دوليتين، و بطولة كأس العالم الأولى له بصالة حسن مصطفى، المركز الخامس ببطولة كأس العالم بشرم الشيخ، 4 ميداليات محلية منها بطولات جامعة، و ألعاب قوى، بطولتي الجمهورية و كأس مصر، و يستعد لبطولة الجمهورية ببورسعيد خلال أسبوعين، رغم أن تاريخه الرياضي لم يتعدى السبع سنوات، فأصبح الرأي الهدام أكبر داعم يدفعه لعدم التنازل عن الميداليات فلكل بطولة طابعها الخاص لديه، كما أنه يسعى إلى  أن يكون  بطل عالمي ينافس أعظم أبطال اللعبة و مواكبتهم، كذلك العمل على كونه مدرب إداري من خلال البحث، و التدريب، و التطبيق،  و خبرته عن المكملات الغذائية.  

اقرأ أيضًا: بطل برتبة محارب.. عادل الحوت: أسعى لتولي منصب في اللجنة البارالمبية

كل ذلك بجانب قيامه بالتدريب في معسكرات إعداد القادة، القائمة فكرتها على الدمج بين الرياضيين من ذوي الهمم و الرياضيين الأسوياء لطو التعاون معا؛ لإحداث تطورات كبيرة في الإنجازات الرياضية، و تحقيق المساواة في مكافآت البطولات؛ استكمالا لتحقيق هدفه، كما استعد لبطولة كأس العالم لرفع الأثقال بشرم الشيخ في الفترة من  21  إلى  24  من الشهر مارس الجاري بالتركيز على ذاته و هدفه، كذلك كمال صحته النفسية و الجسدية لا غير، فحقق المركز الخامس عالمياً، و الذي تعرف خلالها على المنافس الأول الذي انبهر به، نتيجة تحقيقه هذا الرقم رغم حداثة سنه، و استمع لنصائحه في التركيز على ذاته؛ ليصبح بطل الميزان يوماً ما بدلاً منه.  

الدولة هي الأب الروحي لذوي الهمم

امتنانا للمبادرات الداعمة لذوي الهمم لمساهمتها في توعية المجتمع بـ ذوي الهمم، و إصدار القرارات، و تعديل المناهج مثل عمل مقالة بالإنجليزية عن البطلة فاطمة عمر؛ لتوعية الأطفال في المرحلة الابتدائية، لكنها تحتاج في ذات الوقت لرقابة أكبر؛ لتحقيق الأهداف المطلوبة، كذلك المبادرات التي توفر فرص عمل بعنوان “فرصة” التي تنفذها مؤسسة “حلم”، أيضًا مؤسسة الحسن التي توفر كراسي متحركة و مشاريع ربحية لذوي الهمم.  

كل منا يحمل مسؤولية تجاه توعية المجتمع، و تأهيل عقولهم للتعامل السوي مع ذوي الهمم؛ حتى لا يتم الإضرار بهم، كذلك  تطبيق فكرة الإتاحة، و التأقلم  مع الاختلاف بدون شفقة أو تنمر، حتى لا ينتهي المطاف بهم إلى عيش السجناء! كذلك توفير فرص عمل، و مصاعد، و كوادر مؤهلة؛ لتدريبهم، و رعايتهم، و تسليط الضوء على إنجازاتهم، و احتياجاتهم من قبل الإعلام؛ لإيصال صوتهم للعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى