رياضة النبلاء.. كل ما تريد معرفته عن الفروسية في مصر
تعد رياضة الفروسية، المعروفة بفن ركوب الخيل، رياضة النبلاء، على مدار العصور، خاصة وأنه يتم ممارستها باستخدام الخيول، وتتطلب مهارات عالية للحصان وللفارس الذي يقوده في مضمار السباق، أو يؤدي به حركات استعراضية.
الخيل في التراث العربي
ما قالته العرب قديمًا، الخيل ميامين، أي من اليمن والبركة، وأحب ما ذكره المتنبي في شعره: الخيل والليل والبيداء تعرفني، لما قالها قاصدًا تعبير هذه الأشياء عنه واعتزازه بها وتأثره. كانت للخيول مكانة كبيرة عند العرب قديمًا وكانوا إذا ولدت لهم واحدة من سلالة نقية، يجتمعون ويكتتبون شهادة تنسبها لأمها وأبيها؛ لإثبات نقاوة سلالتها على مر الأجيال، ومازالت هذه العادة مستمرة عند العرب حتى يومنا هذا.
الخيل كنشاط ترفيهي ورياضي
أما عن الخيل كنشاط ترفيهي ورياضي، فينقسم إلى: الفروسية الكلاسيكية، والشرقية، وتشمل الفروسية الكلاسيكية الألعاب الرياضية التقليدية كقفز الحواجز، والترويض، وسباقات السرعة، وفيما يلي نستعرض نبذة عن تلك الألعاب:
– قفز الحواجز: تعتبر واحدة من أكثر الأنشطة شعبية في الفروسية، وتقوم اللعبة على القفز فوق حواجز ثابتة بأسرع وقت ممكن دون إسقاط أي حاجز، وتحتاج إلى مهارة فنية عالية من الفارس وقدرة قوية على التحكم في الخيل.
– الترويض: يقوم على تدريب الخيل لتنفيذ مجموعة من الحركات والتمرينات بدقة واتقان، مثل القفز أو الدوران، ولا بد من التفاهم والتواصل بين الفارس والخيل من أجل إرشاده بدقة.
– سباقات السرعة: عبارة عن سباق وتحدي كبير بين الفرسان وخيولهم، حيث يتنافسون على مسارات طويلة وصعبة ويتخطون مجموعة متنوعة من العوائق بأسرع وقت ممكن، وتحتاج إلى قوة ولياقة بدنية عالية، ومهارة في التحكم بالخيل خلال السرعة والتضاريس المختلفة.
أما الفروسية الشرقية فهي تسمى أيضًا بالفروسية التقليدية وتشمل:
– الفروسية العربية: أقدم أشكال الفروسية الشرقية، وتميزت بتقنيات الركوب المُنمقة، وتقوم على استخدام السيوف والرماح في المعارك والمهام العسكرية.
– الفروسية الفارسية: تقوم على التقنيات المتقدمة لركوب الخيل، واستخدام الأقواس والأسهم.
– الفروسية التركية: تمتاز بتقنيات الركوب الاستراتيجية واستخدام الأسلحة التقليدية، كالسيوف والرماح.
اقرأ أيضًا: اليوغا… رياضة العقل والجسد
مهارات ركوب الخيل
يتطلب ركوب الخيل مهارات نفسية وجسدية وعقلية، فهو يحتاج إلى الثقة بالنفس وتواصلك الكافي مع الخيل أثناء ركوبه والتناغم معه، وذلك لأن الثقة والتواصل يؤديان إلى التوازن والاستقرار والتي تعتبر من أهم المهارات المطلوبة أثناء ركوب الخيل، بالإضافة إلى المهارات الأخرى مثل القوة البدنية والتي تساعدك في الخيل والتفاعل معه بشكل فعال، خاصة أثناء التوجيه والقفز، وأيضًا المرونة والمهارة الحركية للتحكم في الخيل بسهولة وسلاسة.
معيار النجاح في الفروسية
جدير بالذكر أنه بعد سؤال العديد من اللاعبين في مستوياتهم المختلفة، ذكروا أن النجاح في الفروسية لا يعتمد على كفاءة الفارس فقط وإنما على مستوى الحصان أيضًا فلا بد أن يكون الحصان أيضًا في أفضل حالاته البدنية والمعنوية.
فوائد ركوب الخيل
ولركوب الخيل فوائد مختلفة تشمل الصحة البدنية والعقلية والاجتماعية، بالإضافة إلى أنها تعتبر مصدرًا قويًا للرفاهية والتنمية الشخصية، ومن ناحية الجانب الجسدي فإن ركوب الخيل يعمل على تقوية العضلات وتحسين القوة والمرونة والتوازن.
وأما الجانب النفسي فيُعتبر نشاطًا مهدئًا ومريحًا، حيث يساعد على تخفيف التوتر والضغط النفسي وزيادة الشعور بالاسترخاء والهدوء، بالإضافة إلى تحسين الثقة بالنفس وتنمية التوازن العاطفي والسلام الداخلي لأنه يعتبر من أكثر الرياضات التي يتم عن طريقها تفريغ الطاقة السلبية المشحونة بداخلك.
بطولة القاهرة الدولية للفروسية
مع بداية كل عام جديد تقام بطولة القاهرة الدولية للفروسية والتي تعتبر واحدة من أبرز البطولات السنوية في مصر وتجمع بين اللاعبين والخيول من مختلف أنحاء العالم، وعلى الرغم من وجود العديد من الأندية المهتمة بالخيول في مصر وتوفر الخيول ذات الأصول العربية، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الكافي.
ضعف الترويج للفروسية
صرّح عدد من اللاعبين في رياضة الفروسية أن هناك نقص في الاهتمام الكافي بالفروسية والخيول مقارنةً ببعض الرياضات الأخرى، كما يرى البعض أن هذا النقص في الاهتمام يمكن أن يؤثر سلبًا على تطوير الرياضة ونموها. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ البعض أن هناك قلة في الترويج والتسويق للفروسية في مصر، مما يؤدي إلى عدم وعي كافٍ بالرياضة وفوائدها. وعلى الرغم من هذه التحديات، إلا أن هناك عددًا من اللاعبين والمسؤولين في مجال الفروسية يعملون على تعزيز الوعي بتلك الرياضة، وتوفير الدعم الكافي لها؛ من خلال تنظيم المزيد من البطولات والفعاليات، توفير الدورات التدريبية، والتعاون مع الجهات المعنية لتعزيز البنية التحتية للفروسية في مصر.