درون

“الأخضر” زعيم الثغر

من قلب الإسكندرية، حيث تغني الأمواج لحن التاريخ، ينبثق نادي الاتحاد السكندري كأحد أهم الأندية الجماهيرية في مصر,  ويرفرف عاليًا بألوانه الأخضر والأبيض كطائر “الفينيق” الذي يُجدد شبابه من رماد الماضي, تأسس هذا الصرح في عام 1914، ومنذ ذلك الحين، نسج النادي سجادة من الإنجازات الرياضية المتنوعة، تعدت حدود المستطيل الأخضر لتشمل أروقة الألعاب الأخرى.

“سيد البلد” و”زعيم الثغر”، لقبان يعكسان مكانة النادي كرمز للهوية السكندرية، فهو ليس مجرد نادٍ رياضي، بل هو قلب الثقافة والمجتمع في الإسكندرية, وقد توج النادي بكأس مصر “٦ مرات” وسيطر على دوري منطقة الإسكندرية “27 مرة”.

من رحم هذا النادي، خرجت أساطير كروية مثل حسن الشاذلي وطه بصري، وليسو أساطير للنادي فقط بل هم أساطير لمصر وتألقو وأبدعوا بتسجيلهم للأهداف وأيضا بروحهم الرياضية التي تجسد الوفاء والإخلاص للنادي, وفي لحظة فارقة من التاريخ، أقامت كوكب الشرق “أم كلثوم” حفلًا أسطوريًا في الإسكندرية، وكانت عائداته بمثابة نجدة للنادي من شبح الإفلاس في عام 1960.

اقرأ أيضًا: “الأهلي” نادي المبادئ بطل القرن الأفريقي

الحضور الجماهيري للاتحاد السكندري يُعد من أروع مظاهر الولاء والوفاء ، حيث يتجمع كل أبناء الإسكندرية في كل مبارة للنادي لكي يعبروا عن عشقهم الأبدي للفريق, ومن أعظم اللحظات التي خلدها التاريخ، تلك المباراة البطولية في نهائي كأس مصر عام 1976، حيث أبدى الاتحاد روحًا قتالية ومهارة فائقة، مُتوجًا بالكأس ومُؤكدًا مكانته كعملاق من عمالقة الكرة المصرية.

“سيد البلد”، بألوانه الخضراء والبيضاء، يروي قصة عشق لا تنتهي، قصة نضال وتفانٍ في سبيل الرياضة والمجد, إنه النادي الذي يُحارب بشراسة للحفاظ على إرثه وقوته، إنه الاتحاد السكندري، الذي لم يتولى رئاسته غير الأبناء الأوفياء لمصر، بداية من حسن رسمي في عام 1916 إلى محمد مصيلحي في عصرنا هذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى