“الأهلي” نادي المبادئ بطل القرن الأفريقي
في عبق التاريخ وصخب القاهرة الأزلية، حيث تتعانق الأزمنة وتتلاقى الأجيال، حيث تتداخل أصوات المدينة الصاخبة مع هتافات الجماهير، يقف النادي الأهلي المصري شامخًا كأحد أعرق الأندية في تاريخ كرة القدم الأفريقية والعربية. تأسس النادي في عام 1907، ومنذ ذلك الحين، نسج الأهلي قصة مجد لا تُنسى، محفورة في ذاكرة كل مُحبٍ لهذه الرياضة.
**الشياطين الحمر**، لقب نُحت من ذهب وسُطر بماء الفخر – نادي القرن الأفريقي – النادي الأكثر تتويجًا بالألقاب في العالم حيث حصد النادي الأهلي 43 لقبًا للدوري المصري الممتاز و11 لقبًا لدوري أبطال أفريقيا، وغيرها من البطولات العريقة التي تُزين خزائنه.
من بين جدران هذا الصرح العظيم، تكونت الأساطير فخرج لنا أساطير خالدة، أمثال القائد الأسطوري الراحل صالح سليم ثم بعد ذلك ساهم في استمرار ملامح النجاح حسن حمدي، الذي قاد النادي إلى آفاق جديدة من الإنجازات، إلى محمود طاهر، الذي أرسى دعائم الاحترافية والتطوير, والخلوق محمود الخطيب، الذي لم يترك بصمة في الملاعب فحسب بأهدافه ومراوغاته بل وعلى المستوى الإداري والأخلاقي بإنجازاته العظيمة.
اقرأ أيضًا: ” الزمالك ” القلعة البيضاء نادي الفن والهندسة
ومن ثنايا الذاكرة، تبرز مواجهات خالدة، كالنهائي الأفريقي الأسطوري أمام الزمالك، حيث أبدع محمد مجدي “أفشة” بقاضية مُذهلة, ولا يمكن نسيان “الماجيكو” محمد أبو تريكة، الذي أضاء الملاعب بمهاراته وأخلاقه العالية صاحب الومضات المهمة في تاريخ النادي فهو هداف “الديربي” التاريخي ومحقق الألقاب بأقدامه مثل هدفه الصاروخي في الصفاقسي التونسي في لحظات المباراة الأخيرة والذي أطلقت صيحات وصرخات جماهير النادي.
النادي الأهلي ليس مجرد مؤسسة رياضية، بل هو ملتقى للثقافات ومنارة للفنون، نادي المبادئ، حيث يتجاوز حضوره الجماهيري المدرجات إلى الشوارع والميادين بشعارهم الرئيسي (عالحلوة والمرة معاه)، مُحولًا كل مباراة إلى عرس كروي يُشارك فيه الصغير والكبير.
الأهلي، بألوانه الحمراء القانية، ليس مجرد فريق، بل هو إرث يتوارثه الأجيال، وقصة عشق تُروى في كل زاوية من زوايا القاهرة العتيقة, النادي الذي يُعلم العالم معنى الفوز بشرف، والخسارة بكبرياء، الأهلي, النادي الذي لا يُهزم.