نجوم “دولة التلاوة”القوة الناعمة لمصر في العالم العربي والإسلامي
إذاعةُ القرآنِ الكريمِ من القاهرة أصوات تأخذك للجنة
كتبت: خلود عادل
في عيد انطلاقها الستين، ما زالت إذاعة القرآن الكريم من القاهرة هي الأقرب للقلوب، ويكاد ينطلق صوت قُرَّائها من نجوم التلاوة من كل منزل ومحل في شوارع مصر؛ تُطرب آذان كل من يسمعها بما تبثه من تلاوات للذِّكر الحكيم، وليتنفسوا عبر أثيرها رياحين الجنة، وأصبحت هي المنصة الأولي لتنويع الأصوات، فاستمع العالم العربي إلى القرآن الكريم بسحر التلاوات المصرية.
وتُعد إذاعة القرآن الكريم أحد عوامل تشكيل الصورة الذهنية والقوة الناعمة لمصر، ومن أهم عوامل نجاح وانتشار إذاعة القرآن الكريم المصرية في معظم أنحاء العالم الإسلامي هو الاعتماد علي قراء متميزين لا زالت مناهجهم في القراءة تُدرَّس حتي الآن؛ مما جعل إذاعة القرآن مدرسة لقراءة القرآن الكريم.
فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم
اكتشف الأزهر الشريف في فترة الستينيات وجود نسخة مُحرفة من القرآن الكريم في عدد من الدول الإفريقيَّة؛ فقرر العمل على مشروع تسجيل القرآن الكريم صوتيًا؛ لتكون هي مصدر القرآن للناس فجاءت فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم.
عرض الدكتور عبد القادر حاتم -وزير الإعلام آنذاك- الفكرة على الرئيس جمال عبد الناصر؛ فرحب كثيرًا بها وتمَّ تدشين إذاعة القرآن الكريم يوم (25) مارس (1964)م، وتمَّ بثها بموجتين موجة قصيرة وموجة متوسطة؛ لكي يصل بثها لأنحاء الوطن العربي وأجزاء من قارة إفريقيا.
فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم
اكتشف الأزهر الشريف في فترة الستينيات وجود نسخة محرفة من القرآن الكريم في عدد من الدول الإفريقية، فقرر العمل علي مشروع تسجيل القرآن الكريم صوتيًا لتكون هي مصدر القرآن للناس فجاءت فكرة إنشاء إذاعة القرآن الكريم.
عرض الدكتور عبد القادر حاتم، وزير الإعلام، آنذاك، الفكرة علي الرئيس جمال عبد الناصر، فرحب كثيرًا بها ِتدُشن إذاعة القرآن الكريم يوم 25 مارس 1964 م وتم بثها بموجتين موجة قصيرة وموجة متوسطة لكي يصل بثها لأنحاء الوطن العربي واجزاء من قارة إفريقيا.
“نجوم إذاعة القرآن الكريم”
قدَّمت لنا إذاعة القرآن الكريم مجموعة من القراء الذين شكلوا نجوم دولة التلاوة على مدار (60) عامًا، نجحوا خلالها في إمتاع المستمعين بأصواتهم ولا زالوا يمتعوننا بها، لتظل الإذاعة هي المرجعية الأولىٰ للمستمعين وحَفظة القرآن الكريم في مصر والعالمين العربي والإسلامي.
ومن أشهر القراء الذين تلألأت أسماءهم ونهل المستمعون من أنهار أصواتهم العذبة على مدار السنين، الشيخ محمد رفعت، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وفيما يلي نبذة عن مشوار كل منهم مع القرآن الكريم:
الشيخ محمد رفعت
صاحب أشهر وأجمل أذان في مصر والذي يعُد صوت أذانه من روحانيات شهر رمضان المبارك.
وُلد الشيخ محمد رفعت في (9) مايو (1882)م في حي “المغربلين” بالقاهرة، وعندما أتمَّ الشيخ عامين أصُيب بمرض “الرمد”، وبدأ بحفظ القرآن الكريم وهو في سن الخامسة، وأتمَّ حفظه كاملاً وهو في سن (11) عاماً، بالإضافة إلى دراسة القراءات السبع ودراسة علم التجويد.
تمَّ إطلاق بث الإذاعة المصرية يوم (31) مايو (1943)م، وتصارع كثير من الشيوخ للتسجيل بها، لكن الشيخ محمد رفعت رفض التقديم بها نهائيًا، وأوضح سبب الرفض للشيخ محمد الظواهري -شيخ الأزهر آنذاك-، وأرجع تخوفه من إمكانية وجود “الراديو” في أماكن السُكر والشبهة وربما تسبب ذلك في اكتسابه إثمًا.
وأوضح الشيخ الظواهري للشيخ محمد رفعت أن هذا يمكن أن يساهم في هداية هؤلاء السُكاري؛ فوافق الشيخ محمد رفعت علي الانضمام لإذاعة القرآن الكريم، استمر الشيخ محمد رفعت في التلاوة حتي عام (1942)م وإضطر لعدم الإكمال في الإذاعة بسبب إصابته بمرض “الزغطة” وفي عام (1943)م أصُيب بمرض “سرطان الحنجرة” وحُرم من أكثر شيء يحبه وهو تلاوة القرأن الكريم.
رحل إمام المقرئين ومؤذن رمضان يوم (9) مايو (1950)م عن عمر (68) عامًا، رَحِمَهُ الله.
“الشيخ عبد الباسط عبد الصمد”
ولد الشيخ/ عبد الباسط عبد الصمد في (7) يناير (1927)م في محافظة الأقصر وسط أسرة قارئة للقرآن الكريم، وتقدم الشيخ/ عبد الباسط عام (1951)م للإذاعة واستطاع أن يأسر لجنة الاستماع بصوته القوي المُتمكن وحقق شهرة واسعة في وقت قصير حتى وأن في هذه الفترة أقبل الناس علي شراء “الراديو” خصيصًا لسماع الشيخ عبد الباسط .
سافر الشيخ عبد الباسط في نوفمبر (1988)م إلي لندن لكي يتلقي علاج “مرض الكبد “الذي كان يعاني منه منذ سنوات بسبب إصابته “بمرض البلهاريسيا”، لكن سرعان ما عاد إلي مصر ليلقي ربه في (30) نوفمبر (1988)م عن عمر (61) عامًا، وتم تشييع جثمان الشيخ/ عبد الباسط عبد الصمد في جنازة مَهيبة حضرها الآلاف من محبيه، رحِمَهُ الله
“الشيخ محمد صديق المنشاوي”
ولد الشيخ/ محمد صديق المنشاوي في (20) يناير (1920)م بمحافظة سوهاج وسط عائلة كثير منها من المقرئين مثل والده وجده وأخيه محمود صديق المنشاوي، حفظ الشيخ القرآن الكريم وهو في سن الثامنة من عمره، وتقدم للإذاعة عام (1953)م وتم قبوله من المرة الأولى ووصلت شهرته لمناطق عديدة من العالم، وقام بتلاوة القرآن في أكبر مساجد العالم مثل: (الحرم المكي والمسجد النبوي والمسجد الأقصى).
كان يرفض الشيخ المنشاوي تحديد قيمة مادية لقراءته للقرآن الكريم حيث كان يرى أن القرأن الكريم أثمن من أي أجر، أصدر الرئيس/ جمال عبد الناصر قرارًا عام (1968)م بتسجيل المصحف المرتل بصوت الشيخ المنشاوي وكان صوته صوتاً خاشعاً ممزوجًا بمسحة من الحزن فلقُب “بالصوت الباكي” و”عميد دولة التلاوة “.
وقال الشيخ “الشعراوي” عنه من يريد أن يسمع الخشوع في القرآن الكريم فعليه بسماع الشيخ “المنشاوي”
أصُيب الشيخ “المنشاوي” عام (1966)م بمرض “دوالي المرئ ” وطلب منه الأطباء التوقف عن التلاوة لكنه رفض قطعيًا، وظل مستمرًا في التلاوة حتي توفى في (20) يونيو (1969)م عن عمر (49) عامًا، رَحِمَهُ الله