عدسة

«المال الحلال»… رحلة «خلود» مع بيزنس ترقيع الملابس

من ثقتها بنفسها، رسمت طريق الإبداع، وتألقت يومًا بعد يوم في تدوير الملابس، حتى باتت نقطة مضيئة للآلاف فجعلتهم يستعيدون ثقتهم بأنفسهم وبقيمة أفكارهم وأحلامهم. ومن هنا شقت «خلود رضا» تلك الفتاة القاهرية العشرينية طريقها بعيدًا عن كل أشكال المألوف والأفكار التقليدية.

لفترة طويلة احتفظت «خلود» بأحلام طفولتها على أمل تحقيقها يومـًا ما، وها هي فعلت، إذ كسرت بأفكارها الإبداعية الخاصة بـ«إعادة التدوير» في 2024 حاجز الاستهلاك الذى ساد جميع طبقات المجتمع دون استغلال الأشياء القديمة.

أعمال خلود رضا

ببساطة، جعلت من الملابس القديمة قطعًا مميزة يمكن دمجها فى أزياء جديدة بطريقتها الخاصة، إذ بدأت الفكرة لديها بوضع لمسة جديدة فى قميص يتم ارتداؤه بشكل متكرر كي يصبح جديدًا بدمج الأجزاء الأخرى من الحلى والتطريز، وقطع القماش المختلفة بشكل فني.. تفاصيل أخرى تكشفها «خلود» في الحوار التالي:

قبل أي شيء حدثينا عن طبيعة عملك؟

طبيعة العمل حاليـًا هي الأزياء، وهو فن إعادة تدوير الملابس من خلال تجديد طرازها، وشكلها من خلال «الترقيع» أي تعديلات على الملابس.

هو ليس مجرد إعادة تدوير الملابس؛ لكنه إعادة بنائها بشكل عام، وأراه بشكل شخصي على أنه عمل فني لا يستطيع أي شخص تنفيذه.

وأنا أدعم فكرة تقليل الاستهلاك من خلال إضافة تعديلات على الملابس، وتحويلها إلى قطع جديدة، وإعادة التدوير في إطار فني بشكل عام كالملابس أو تجميع الصدف، وأوراق الشجر الملون، وأحجار مميزة الشكل وغيرها لإنشاء تحف فنية لتزيين المنزل وغيره من الأماكن.

هل يتم استخدام هذا الأسلوب في نوع معين من الملابس؟

لا، بل يمكن إعادة تدوير جميع الملابس القديمة لتجديدها، وإخفاء الأجزاء البالية بها.

إذن هل إعادة بناء الملابس وغيرها مجرد هواية أم للربح؟

في البداية كان الأمر مجرد هواية؛ لكن بدأت منذ فترة أحوله إلى عمل، وأشارك به في معارض ومن ثم تحقيق ربح.

نعود للوراء قليلا.. كيف بدأت في مجال الأزياء؟

بدأت منذ الصغر فدائمًا ما أقوم بالتنويع في ملابسي، وأدمج ألوان القماش مع بعضها البعض؛ ومن ثم إنتاج قطعة مختلفة تمامًا، وازداد حبي للأمر منذ انضمامي لمنحة لإعادة بناء الملابس عبر تطبيق «إنستجرام»، وبدأ شغفي يتفاقم تجاه هذا المجال.

لماذا لجأت إلى إنشاء صفحة على «فيسبوك»؟

في البداية كان إنشاء صفحة لي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بغرض تنظيم الأعمال، ومشاركة الآخرين؛ لكن فيما بعد فاجأني إعجابهم الشديد بالملابس، وبدأت أسألتهم بخصوص التكلفة، وغيرها من الأمور، ومن هنا بدأت في استخدامها للعمل.

هل يعتمد الربح حاليًا على المعارض أم صفحة «فيسبوك»؟

كلاهما، هناك من يتابع أزيائي في المعارض، وهناك من يتابع من الصفحة.

وهل واجهت اعتراض من الأسرة في البداية على دخولك عالم الأزياء؟

على العكس تمامًا، كنت أتلقى التشجيع من عائلتي وأصدقائي، وكل من حولي.

أخيرًا.. إلى ماذا تطمحين الفترة القادمة؟

أخطط للمشاركة بالمعارض بشكل شخصي، وليس باسم المنحة، وبالفعل بدأت اتعمق في تصميم الأزياء للوصول إلى حلمي؛ وهو أن أكون مصممة أزياء.

في الختام، حينما تكون مبدعًا فى زمن المألوف والمعتاد، ترتفع الصيحات حولك «كيف له هذا؟»، وخروجك عن المألوف قد يسبب لك خلافات ليست بالقليلة؛ لكن مع مرور الوقت تظهر علامات الإعجاب فى عيون ناقدة.. وأنصح دائمًا كل شاب بأن يكون مبدعًا، ولا يبالي بآراء الساخرين طالما تثق بقيمة ما تفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى