عدسة

رواد الفن الأصيل

تقرير : مريم جمال

يعتبر الفن هو بوابة الحدس الإنسانى الذى يشعر وينبض قلبه بالمعانى، والأفكار، والآمال، فتجعله يتأمل لوحة فنية تتسلل بمشاعرها وما تحمله من رؤي لأعماق فؤاده، فيعود قلبه لينبض من جديد بمعنى آخر، وإحساس قد يكون مألوف لكن المعنى الذى أحياه من جديد مختلف، كذلك الأغنية التى يسمعها المرء بقصد أو دون قصد، يكون لها ضوءا خاص بها داخل كل قلب.

سيد درويش ” فنان الشعب”

سيد درويش

 ابن الإسكندرية، واحد من أفضل الملحنين فى مصر، ساقته الأقدار إلى حال لم يكن يتوقعه لكنه كان كفء له لموهبة أودعها الله فيه، تحمل مسؤولية بيت وزوجة وأطفال فى سن صغيرة جدا، فاضطر أن يعمل فى فرقة موسيقية لكنها لم تجدى نفعا بتوفير النفقات فتركها، واشتغل عامل بناء فى القاهرة.

 فبينما كان يعمل بيوم من الأيام، ويغنى بصوته البديع، سمعه الأخوين أمين وسليم عطا الله، حيث كانا يجلسان بمقهى قريب من مكان عمل السيد دوريش، فتبنيا موهبته وعرضا عليه أن يسافر معهما فى رحلة فنية إلى الشام، وهنا كانت نشأته الفنية، حيث تعلم العزف، وأصول الغناء العربى الأصيل، والتأليف وكذلك التلحين.

فألف العشرات من الأدوار التى قام بها فى السينما المصرية، وغنى أربعين موشح، ومائة طقطوقة، كما أنه ألف حوالى ٣٠ رواية مسرحية.

وشاء الله أن ينال حظا وفيرا فى الفن فلقب ب” فنان الشعب”، لأنه كان أول من غنى لأجل ثورة ١٩١٩ “قوم يا مصرى”، وكان أول من لحن ” يا فؤادى ليه بتعشق”، كما عمل ملحن لفرقة نجيب الريحانى، وعمل ملحنا لفرقة جورج أبيض- ملحن لبنانى تولى منصب نقيب الممثلين فى فترة ما فى مصر-وعلى الكسار.

أم كلثوم ” كوكب الشرق “

أم كلثوم

 هى سيدة الغناء الأولى فى مصر، كانت رائدة الغناء العربى الأصيل حتى زمننا الحالى، اكتشفها والدها حين كان يعلم أخاها الاناشيد كى يعمل بها، وما إن سمع صوتها حتى عرض عليها أن تنشد معه فى الأفراح المجاورة مقابل طبق مهلبية، وكان هذا أول أجر تتقاضاه.

كان والدها منشد فى الأفراح والمناسبات، وكان يكسب عيشه بصعوبة، وعانت ابنته ام كلثوم من الفقر، لكن زوجته أعانته على تربية الأولاد، فنشأت أم كلثوم تشعر بقيمة ما يفعله والدها لأجلها، وشعرت بالمسؤولية تجاه أسرتها، فسعت للإنشاد مع والدها حتى بدأت تحصل على أجرة جنيه، وجنيه ونص، وحصلت على ثلاثة جنيه لأول مرة حينما دعاها الخديوى لإحياء ليلة الإسراء والمعراج.

وبعدها وجدت أنه لا بد من الاستقرار فى القاهرة كى يسمع الجميع صوتها، بدلا من الأفراح المعدودة فى قريتها، فسمعها الكثير من الملحنين الرائدين حينها، فكان أبو العلا من أقرب الملحنين لها، ملحنا أغنية ” أنت المنى والطلب ” .

سيد مكاوى ” شيخ الملحنين

سيد مكاوى

ابن أحياء القاهرة الفقيرة، فقد بصره فى صغره لجهل الناس حينها بأمور الطب، ولكنه حفظ القرآن الكريم كاملا فى كتاب قريب منهم، وأصبح مؤذن المسجد، وإمام المصلين فيه، فكان يحب سماع الأناشيد الدينية، وتطلع أن يكون منشدا دينينا حين يكبر، وما إن بلغ سن الشباب حتى أصبح منشدا فى إذاعة القرآن الكريم بعدما تقدم لاختبار الإنشاد ونجح فيه.

بعدها اهتم بمجال الغناء، والتلحين، ولكنه برع فى التلحين بالأخص فكانت له ” اتوصى بيا” أول ألحانه ، و أصبح ملحنا لكثير من المغنيين وقتها فلحن لشادية ” هوى يا هوى يا اللى انت طاير”، ولحن لليلى مراد ” حكايتنا احنا الاتنين”، كما لحن لنجاة الصغيرة أغنية ” لو بتعزنى”.

عبد العظيم محمد ” ملحن مخضرم”

عبد العظيم محمد

ولد فى القاهرة، والتحق بمعهد الموسيقى، لم يكن يحب التحدث عن حياته كثيرا، لكن أعماله الفنية تشهد له بالنجاح المخفى الذى لم ينل حظه من الشهرة، على الرغم من أعماله الكثيرة والمميزة، فقد لحن لرواد الغناء المصرى آنذاك، فلحن لبليغ حمدي  أغنية”يا ليل العاشقين”، ولحن لوردة الجزائرية عدة اغنيات منها “كل أطبا القلب” ، كما لحن لليلى مراد عدة أغنيات منها “وياك يا وطننا يا غالى” ، كذلك لحن لنجاة الصغيرة أغنية “إنت اللي ظالم مش أنا” ، وبالطبع لحن لعبد الحليم حافظ أغنية “الفنارة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى