درون

أساس القتال لا يكون داخل الحلبة المغلقة

“المحارب” الذي تم إنتاجه عام 2011 لايعتبر فيلمًا رياضيًا نموذجيًا، فهو لا يروي قصة مقاتلي الفنون القتالية المختلطة (MMA) وهم يتقاتلون في القفص فقط, لكنه يركز على العامل النفسي للمقاتل.

 والفيلم من إخراج جافين أوكونور، ويميز الفيلم نفسه من خلال الخوض في حياة شخصياته خارج ساحة المعركة وأنها سبب في أن يحسم فوزه بالقتال.

يدور فيلم “المحارب” في جوهره حول الفشل, ونتتبع في الفيلم ثلاثة رجال محملين بالعيوب، كل منهم مثقل بأخطاء ماضيه, دعونا نقسمها:

بادي كونلون (نيك نولتي), شخصية بادي هو والد الأخويين المتحاربين والذي قام بتدمير أسرته بسبب إدمانه للكحول وتأثيره على الأسرة, لن يمحى بسهولة, ويخوض الفيلم إلى الدمار النفسي التي يتلقاها المحاربين القدامى, فشخصية بادي محتجزة في ماضيها كشخصية بطل (MMA) قديم ويكافح من أجل العودة للمجال ولكنه يعاني من قلة الدعم وعدم اتزانه وقدم نيك نولتي دور مؤثر بانفعالات عاطفية جذابة.

اقرأ أيضًا: الموهبة والتدريب والعوامل النفسية أيهم سبب النجاح؟

تومي كونلون (توم هاردي), الأخ الأصغر، هو الأكثر ضياعًا, بين الأخوين وهو جندي سابق في البحرية، يحمل ثقل الصدمة والغضب, وماضيه السيء يدفعه، وهو منفصل عن الأسرة ومنعزل عن المجتمع, ويظهر جلياَ غضب تومي وسخطه في المباريات التي يخوضها, ولا يتعلق الأمر فقط بالفوز في المعارك، بل يتعلق بالبقاء على قيد الحياة, تعكس رحلته كفاح المحاربين القدامى الذين يعودون إلى ديارهم بندوب وعلامات ليست مرئية دائمًا ويبدو أن لهذا السبب كان ماضييه جندي سابق.

يعرّفنا الفيلم على الأخ الأكبر بريندون (جويل إدجيرتون) الذي اختار طريقًا مختلفًا, عن طريق والده وأصبح مدرسًا للفيزياء، وتزوج وكوّن أسرة, ولكن مع حدة وضغوطات الصراعات المالية تهدد بأخذ كل شيئ, ويشترك الأخوين في الكراهية تجاه والدهما  المدمن على الكحول,  وكلاهما يحملان والدهم مسؤولية طفلوتهم المضطربة, ونقطة التحول خلال الفيلم كانت لحظة الإعلان عن بطولة (MMA) بجائزة قدرها 5 ملايين دولار, ويظهر الأمل لكل منهم أحدهم بسبب بطموحه للعودة إلى المجد والآخر يسعى وراء الجائزة المالية, ويجد الأخوين نفسهم وجهاّ لوجه أمام بعضهم في النزال الأخير.

يسعى فيلم “Warrior” بأن يجعل المشاهدين لديهم إدراك أن الملاكمة والفنون القتالية المختلطة جزء لا يتجزأ من حياة الشخصيات، وأن صراع الشخصيات يمتد إلى ما هو أبعد من ساحة المعركة, فالأمر لا يتعلق فقط بالمعارك, وأن أساس الأمر البقاء والفداء والروابط العائلية, لا يتظاهر الفيلم بأنه فيلم «روكي» آخر؛ إنه شيء أعمق وأكثر خامًا وأصالة. “المحارب” يتجاوز صيغة الأفلام الرياضية, ويعمل علىى استكشاف العيوب البشرية، ورفع قيمة الولاء والإنتماء بين العائلة وأهمية العوامل النفسية ويحثنا الفيلم على دخول ساحة النزال، وأن نصبح على دراية وإدراك أن معارك الحياة تحدث خارجه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى