كيف تتعامل الأسرة مع طفلها المصاب بالتوحد؟
إعداد: شيماء محمد سعيد – فاطمة عبد المعطي صبحى عوض- ايه عماد أنس
يعانى العديد من الأطفال من اضطراب التوحد حيث يظهر على الأطفال المصابين بهذا الاضطراب عدم القدرة على التواصل الاجتماعى والميل كثيرًا إلى العزلة ، خاصة أن رؤية الطفل المصاب بالتوحد للأمور وإدراكه لها تختلف عن الآخرين فهو سريع الغضب يحتاج الى مراقبة لكنه أيضًا يحتاج الي الرعاية والاهتمام من الآخرين وتفهم من المجتمع لحالته حتى يستطيعوا التعامل معه.
و يظهر هذا الاضطراب من خلال أعراض مختلفة لا يمكن تشخيصها بسهولة، كما أن اكتشاف هذا الاضطراب يؤثر بشدة على الاستقرار النفسي للأسرة خاصة بوجود أشقاء له.
قالت الدكتورة أميرة رزق صليب، أخصائية التخاطب وتعديل السلوك، إن التوحد هو أحد الاضطرابات النمائية العصبية و التي يمتاز بعجز في التواصل الاجتماعي ووجود حركات نمطية تكرارية واهتمامات محددة وأشارت إلى أنه لم يتم توضيح سبب معين للإصابة بهذا الاضطراب ولكن هناك أبحاث ودراسات أرجعت هذا الاضطراب إلى عدد من العوامل البيئية والبيولوجية والوراثية.
وأشارت الدكتورة أميرة رزق صليب إلى أن الطفل المصاب بطيف التوحد تظهر عليه أعراض مبكرة تلاحظها الأم منذ الشهور الأولى لولادته و هي أنه لا يُبدي في الشهور الاولي من عمره أي تعلق بالأم و لا يبتسم ، كما أنها تلاحظ عدم وجود تواصل بصري أثناء الرضاعة او تواصل مع الآخرين.
وأوضحت أنه في حالة ملاحظة الأم هذه الاعراض على ابنها فى مرحلة الطفولة المبكرة يجب أن تذهب لاستشارة الطبيب مباشرة وتمثل في وجود حركات نمطية وتكرارية وانشغال الطفل بالأشياء أكثر من الأشخاص والميل للعزلة وعدم الانخراط في اللعب الجماعي والتأخر اللغوي وغياب اللغة بصفة عامة.
وأوضحت الدكتورة أميرة ان الاسرة بالطبع تعانى من وجود طفل مصاب بهذا الاضطراب لأنه يحتاج إلى معاملة خاصة والاهتمام به وبسبب تأخر اللغة وانعدام التواصل الاجتماعي والتحسس من الأصوات ذات الدرجه العاليه وتجنب التلامس فعلى الأسرة التعامل مع الصعوبات التي تواجه الطفل التوحدي ومساعدته على التغلب عليها ويجب ان تتجنب الأسرة الذهاب به إلى أماكن مزدحمة أو الضغط على الطفل للتعامل مع الغرباء أو تركه وحيدًا دون رقابة لذا تلعب الأسرة دورًا بالغ الأهمية في تطوير قدرات الطفل المصاب بالتوحد وذلك بإيجاد حلول إبداعية للتواصل معه وخلق بدائل جديدة لفهم سلوكياته وإشراكه في النشاطات اللامنهجية والزيارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين.
وأكدت أن الأسرة لديها دور كبير فى الارتقاء بشخصية الطفل التوحدي و أن كل فرد من أفراد الأسرة له دور كبير في عملية النمو النفسي والاجتماعي والعقلي للطفل خاصة في سنواته الأولى كما أن علاقاته بأخواته لها أيضا تأثير في نمو شخصيته فالعلاقات الأسرية تعمل على تطبيع الطفل فلها دور في تكوين شخصيته وأسلوب حياته وتوافقه النفسي.
وشددت على دور الاسرة فى المتابعة مع أخصائي تخاطب وتنميه مهارات وتكامل حسي وطبيب تغذية وطبيب مخ واعصاب والعمل معهم في تكامل للوصول بافضل النتائج، حيث تبدأ الأم بتنمية المهارات الخاصة بالطفل من خلال بعض البرامج التي يضعها لها أخصائي تنمية المهارات كالانتباه البصري والسمعي والتمييز البصري و السمعي للطفل.
و أشارت الدكتورة أميرة رزق إلى أهمية الأسرة في تأهيل المصابين باضطراب التوحد و عدم الانسياق وراء ادعاءات الكثيرين الذين يسعون للكسب المادي فهم يدعون بأن لديهم العلاج للتوحد وهذا القول مازال مثار الجدل العلمي وعليهم الاستعانة بالمراكز المتخصصة في تأهيل هذه الحالات.